كيف أهاجر ؟ - اسئلة تحتاج لإجابات

0

 






 

تشهد منطقتنا العربية العديد من التحديات في الوقت الراهن. مما يدفع الكثير من الشباب بل العائلات الي التفكير في خيار الهجرة. ولكن إلي أي وجهة ؟!. هذا ما سنحاول معرفته في السطور المقبلة.

 

1.    معوقات الهجرة :

 

·       هل لديك المعلومات الكافية عن الدولة التي تنوي الهجرة إليها وهل لديك المتطلبات المناسبة لتصلح هجرتك لهذه الدولة ؟. فمثلا إذا كنت تريد الهجرة الي الولايات المتحدة الأمريكية. هل تتحدث الإنجليزية بطلاقة لكي تستطيع التعامل في حياتك اليومية وتقدر علي التحدث مع القنصل الأمريكي في السفارة ؟. ومثل ذلك ينطبق علي جميع الدول التي تتحدث اللغة الإنجليزية كلغة أولي. وبشكل عام أوسع. هل تتحدث لغة الدولة التي تود الهجرة اليها ؟. فإذا كانت إجابتك بلا. هل تمتلك الوقت والموارد والمجهود لتعطي نفسك فرصة تعلم اللغة ولو حتي عام قبل أن تهاجر. إذن نستخلص من

ذلك أن اللغة عائق ومانع هام من الهجرة لا يمكن أبدا أن نغفله لما له من تأثير واسع النتيجة.

 

·       هل لديك الأموال الكافية التي تحتاجها للهجرة ؟. فمثلا عندما تخطط للهجرة عن طريق اللوتري الأمريكي أو الهجرة الي كندا. يتطلب منك الأمر في البداية مبلغ أساسي يدعمك عند وصولك البلاد. مثل 5 الاف دولار. أمريكي أو كندي. والمبلغ يكون أكبر اذا كنت ستهاجر الي استراليا او نيوزيلندا. هل تمتلك هذه الأموال أم تفكر في شخص يقرضها لك أم ستبدأ في الإدخار من أجل هذا الهدف ؟. فلتعلم أنه لا يوجد شيء اسمه هجرة مجانية في عالم اليوم. ولا يغرنك أصحاب الآمال الوهمية والدعايات الواهية أن دولة كذا تريدك بدون خبرة أو لغة أو حساب بنكي. هذه كلها دعايات من أجل الشهرة والمشاهدات فقط. بينما في الواقع الأمر ليس كذلك. أي مشروع للهجرة يحتاج من أموال تدعمك في رحلتك وإلا فلتترك الأمر برمته.

 

·       هل لديك المؤهلات الكافية ؟. بمعني آخر. هل شهادتك الجامعية معادلة لشهادة الدولة التي ستهاجر إليها أم ستحتاج إلي معادلة الشهادة. ومعادلة رخصة القيادة إذا كانت لا تسري هناك. هل لديك الخبرات العملية الكافية لكي تدخل في سوق منافسة العمل. حيث أنه لا يوجد دولة تخلو من البطالة ومعني ذلك أن التنافس في سوق العمل أمر حتمي. فكلما زادت خبرتك وتفردك في مجالك واتقانك لعملك واللغة الأم للدولة المنشودة. كلما بات أمر استقرارك فيها ونجاح تجربة هجرتك أقرب. هل وظيفتك الحالية مطلوبة بكثرة في هذه الدولة وما هو راتبها ؟. هل يسهل الاستغناء عن من يعمل في هذه الوظيفة أو استبداله بآلة أو موظف أقل في الخبرة وأقل في الراتب ؟.

 

·       هل ستهاجر وحدك أم برفقة اسرتك ؟. في حالة أنك لست شاب اعزب. هل قررت أخذ أسرتك معك إلي دولة المهجر ؟. وعليه فتمتلك الموارد المالية الكافية لمساعدتك علي الانتقال مع اسرتك. وهل أفراد الأسرة يتكلمون لغة هذه الدولة ام ستحتاج الي تدريبهم أو إلحاقهم بدورات تدريبية للغة. هل أسرتك مؤهلة نفسيا للانتقال إلي بلد آخر. مثل أن يعتاد أطفالك علي مفارقة اصدقائهم القدامي. وزوجتك أن تفارق اسرتها والدخول في مجتمع جديد تماما وأن تكون في اختيار الانصهار في هذا المجتمع أو العيش دون الإندماج معه.

 

·       هل أنت مستعد للعيش في مجتمع يمتلك ثقافة مغايرة عن ثقافتك الشرقية ؟. باستثناء الدول الأسيوية. دول الغرب سواء أوروبا أو امريكا واستراليا وكندا ونيوزيلندا. لها ثقافة غربية مختلفة تماما عن ثقافة الشرق. ذلك أمر جلي يعرفه الجميع. فستكون أنت في موقف إما الإندماج في المجتمع والتعايش معه. ( وذلك يظهر في اختبارات الحصول علي جنسية الكثير من الدول الغربية ) أو العيش بمعزل عن ذلك المجتمع للإبقاء علي الموروث والثقافة الشرقية لاسيما إن كانت اسلامية. هل أنت علي دراية بظهور حتمي لمشاكل لأولادك في هذه المجتمعات وذلك أيضا معروف للكثير ممن قاموا بالهجرة مع أسرهم.

 

·       هل تعرف أن للغربة ثمن ؟. أنت الآن مقبل علي ترك وطنك وأهلك ومجتمعك والذهاب لأرض أخري بقوانين أخري ودستور للحياة مغاير. وسيمر الوقت وستكبر في العمر مع وجود ضغط قوي في العمل وهذا المجتمع الذي يملي عليك قواعده. فهل أنت مستعد لدفع ثمن الغربة والتضحية بوجودك الحالي وما لا تشعر به من قيمة عالية بين أهلك ومجتمعك للانتقال إلي بيئة أخري وشعب آخر ؟.

 

·       هل تعرف إلي أي دولة ستهاجر أم تريد تجربة حظك ؟. هل قمت بالبحث والدراسة الكافية أولا ثم اخترت دولة تستهدف الهجرة اليها ؟. عليك أن تسأل نفسك هل هذه الدولة تحتاج الي مهاجرين مثل كندا ؟. أم لا تحتاج مهاجرين مثل ايطاليا واليونان وبعض الدول في غرب أوروبا التي تعاني من أزمات المهاجرين ؟. أم هي دولة منغلقة علي نفسها مثل ليختنشتاين ولوكسمبورغ لا تعطي حتي الإقامة لمن يعملون فيها فكيف بأمر الجنسية ؟.

 

·       هل أنت مهاجر تقليدي أم تفكر خارج الصندوق ؟. في العقود الماضية قبل الألفية. كانت الهجرة الي اوروبا وأمريكا فعالة ولكن ربما لم تعد كذلك في الوقت الحالي. مثلما كانت الهجرة الي الخليج من أجل العمل لتحقيق الثراء ممكنة. الهجرة في الوقت الحالي تغيرت معادلتها. فيمكنك مثلا العيش في دولة متطورة تنمو باستمرار مثل استونيا في شرق أوروبا. ذات تكلفة معيشة منخفضة ومستوي معيشة مرتفع وتقدم وتطور تكنولوجي في جميع النواحي. أو دولة من النمور الأسيوية تحتفظ فيها بثقافة الشرق ولكن مع تفردك بإمكانيات المنافسة في سوق العمل وعوامل النجاح. حدد هل ستفكر مثل أجيال الثمانينيات والتسعينات أم ستكون مهاجر مختلف يفكر خارج الصندوق.

 

·       هل تنوي الزواج من هذه الدولة أم ستتزوج من بلادك ؟. هذا أمر ليس بعيد عن المناقشة ولكن لتضع في اعتبارك هذا السؤال إن لم يكن لديك اسرة وكنت شابا أعزب. هل ستقدم علي الزواج من امرأة غربية تختلف معك في كل شيء من حيث عاداتك وتقاليدك وثقافتك الشرقية ؟. وما ينتج عن ذلك من مشكلات وخلافات ؟. أم ستعرض عن هذه الفكرة وتتزوج من بلادك ؟. وإن فعلت فهل ستستقدم زوجتك إلي هذا البلد الأمر الذي سيؤثر عليها بدوره أم ستتركها في بلدك الأم وتهاجر أنت الأمر الذي يترتب عليه مشكلات أخري ؟. هذه الفكرة مهمة بل هي من أهم الأفكار التي ستحدد وتؤثر علي مستقبلك.

 

والآن بعد أن وضعت أمامك معوقات الهجرة. يمكنك تحليلها والإجابة علي كل معوق فيها. اذهب الي أجندتك وضع خطة متكاملة تتضمن الحلول والإجابات لهذه المعوقات. وتذكر أن الغرض من سردها ليس تثبيطك ومنعك من الهجرة. ولكن لكي تكون الأمور واضحة أمامك ولكي لا يغرك أو يخدعك أحد. ولكي تعرف أنه لا يوجد طريق سحري مختصر سواء للهجرة أو للثراء السريع أو النجاح. فكل هذه النتائج تحتاج الي الوقت والمجهود والدراسة والتجهيز والفحص والتعمن والتدقيق. وملاحظة ودراسة ومعرفة خبرات السابقين ممن سلكوا طرق مشابهة. لعدم تكرار الأخطاء وأيضا لعدم أعادة اختراع العجلة. إن خيار الهجرة إن كان يمثل للبعض طريقا للنجاح فإنه لا يزال سلاح ذو حدين لما يترتب عليه من آثار تشكل مستقبل صاحبه. فلتعرف التفاصيل كاملة ولا تتعجل.


Post a Comment

0Comments
* Please Don't Spam Here. All the Comments are Reviewed by Admin.
Post a Comment (0)

#buttons=(Accept !) #days=(20)

Our website uses cookies to enhance your experience. Learn More
Accept !