يعد فن كتابة القصة القصيرة أحد الفنون الأدبية التي لا
تنضب. ويقبل الكثير من الكتاب الشباب المبتدئين علي كتابة القصة القصيرة لاشتهارها
في المسابقات والجوائز. ولأنها تبرز مهارة الكاتب ومدي اتقانه لجوانبها الأدبية
ولأنها تختلف عن الرواية في وقت الكتابة والطول وباقي الجوانب الفنية. ولكن للقصة
القصيرة قواعد وشروط فهي ليست فضفاضة مثل فن الرواية. لكي تبدأ قصة قصيرة ناجحة
عليك أولا أن تلم بقواعدها كي تحقق الهدف المرجو منها.
1.
تحديد فكرة القصة :
·
يمكن للفكرة أن تكون بسيطة غير معقدة ويمكن أن تكون
خيالية أو واقعية. ولكن فكرة ذات صدي قوي أو تأثير في القراء ينبع من العمق
بالتأكيد ستميز الكاتب عن فكرة مكررة أو واحدة سطحية. الاهتمام باختيار الفكرة
بعناية عامل مؤثر في نجاح قصتك القصيرة.
2.
تحديد الأبطال :
·
ابطال القصة القصيرة أقل في العدد من الرواية. ولكل منهم
أدوار محددة. يمكنك تحديد بطل رئيسي أو أكثر وابطال صغيرة فرعية. ويمكن أن تكون
القصة القصيرة ذاتية لبطل واحد يقوم بأحداث. تحديد الأبطال يكون معه تحديد الضمير
في القصة هل سيكون معلوم أم مجهول. وهل البطل أو الأبطال في دور فاعل أم مفعول
يحدث له الأشياء.
3.
سياق ومجري الأحداث :
·
الأحداث في القصة القصيرة يجب أن تكون سريعة متوالية
أسباب ونتائج ومشاهد من مواقف ونتائج لاختيارات فالأحداث يجب أن تكون خاطفة ليست
طويلة مثل أحداث الرواية لأن القصة القصيرة أقل في عدد الكلمات ولكن توصل معني أو
حكمة قيمة للقاريء. فهناك توتر طوال القصة وصراع بين جوانبها يصل إلي الذروة التي
تسبق النهاية والعقدة التي تسبق الحل.
4.
كتابة بداية قوية تحفيزية للقاري :
·
لا تنس أن البداية بالتأكيد سلم موصل للنهاية. كتابة
بداية مؤثرة تبشر بحدوث اضطراب قريب. الأحداث تتصاعد في القصة القصيرة من البداية
القوية التي تدفع القاريء إلي الفضول والتساؤل والحيرة. وصولا الي منتصف القصة قبل
تحديد الأبطال اختياراتهم وتعارضها مع الأحداث للوصول إلي العقدة عندما يتأزم
الصراع ثم النهاية وفيها الحل بترجيح أحد كفتي الصراع عن الأخري. أو بانتصار بطل
علي حساب آخرين.
5.
التسجيل في مسودة ثم التعديل عليها :
·
ربما لا تكون المسودة الأولي أفضل شيء. ولكن عليك دائما
بتسجيل الأفكار التي تأتي إليك. في مدونتك الخاصة. وعمل مسودة للقصة ثم إعادة
النظر فيها مرة أخري وعمل التعديلات اللازمة فلا تعتمد علي أنك ستتذكر الأفكار
ولكن احرص علي تدوينها سريعا كي لا تنسي شيء.
6.
العقدة وتأزم الصراع :
·
الأحداث في القصة القصيرة تؤدي إلي التضارب والاختلاف
مما يولد الصراع. يتأزم الصراع ويشتد ويصل إلي أوجه حتي يكون الأبطال أمام
اختيارات عدة. العقدة تكون تمهيد لحل ونهاية غير متوقعة. العقدة هي نهاية طبيعية
غير متكلفة للحبكة التي قمت بإعدادها طوال القصة.
7.
النهاية – العبرة – الدرس – الحل :
·
اذا كانت القصة مكتوبة بشكل رائع جذاب. لا يجب أبدا أن
تكون النهاية متخاذلة ضعيفة. نهاية القصة القصيرة يجب أن تكون قوية. تشكل صدمة
للقاريء بحيث ألا تكون متوقعة. وتقدم حلا للصراع وعبرة للقاريء ودرس للأبطال.
النهاية تحتاج الي تمهيد في العقدة وفي ثنايا أحداث الرواية. النهاية المؤثرة هي
التي لن ينساها القاريء وتترك احساس اكتفاء ورضا لدي لجنة التحكيم اثناء الحكم علي
روايتك واستحقاقها لجائزة أم لا.
8.
8 نصائح من أجل كتابة قصة قصيرة ناجحة :
·
اختيار الكلمات. مراعاة أن تكون كل كلمة في محلها وكل
كلمة تستحق الكتابة ولها أهمية لا تقل عن غيرها مع مراعاة جماليات النص ومعرفة
بالبلاغة.
·
عدم ترك أي ثغرات في الحبكة. أو اسئلة لم يتم الإجابة
عنها. باستثناء قصص الغموض والتشويق. كل حدث ينتهي للآخر تباعا حتي العقدة
والنهاية.
·
مراجعة القراءة للنص للتأكد من أنه لا يحتوي علي أخطاء.
اجراء أي تحسين ممكن علي العبارات والكلمات والتأكد من عدم وجود أخطاء نحوية
واملائية. وازالة أي اجزاء غير مهمة والحفاظ علي ميزة أنها قصة قصيرة حتي لا تطول
منك.
·
قبل أن تبدأ الكتابة قم بعمل هيكل للقصة فيمكنك بترتيبها
في فقرات أو نقاط محددة.
·
استخدم تعبيرات قوية لكن بعيدة عن المبالغة. اذا كانت
قصتك واقعية لن تحتاج الي أي مبالغة فقط يمكن أن تسير الأحداث بشكل طبيعي لتكون
العقدة والنهاية منطقية وإن كانت مفاجأة.
·
الأحداث في القصة القصيرة سريعة ذات تأثير لأنها قليلة
وأيضا مباشرة. تجنب الحشو وأي عبارة لا تفيد ولا تثري من محتوي ومضمون القصة.
·
يمكنك القراءة والاطلاع علي أعمال أعلام القصة القصيرة
علي سبيل المثال لا الحصر : موباسان – ايميل زولا – ايفان توغينيف – انطوان تشيخوف
– هاردي – ستيفنسون. لتتعلم من الفنيات المستخدمة وأساليب الكتابة المختلفة.
·
يمكنك إرسال قصتك الي أحد المحررين أو الكتاب لتأخذ رأيه
فيها. يمكنه أن يعطيك بعض النصائح أو التعديلات لتقوم بعملها مما يعزز فكرة نجاح
قصتك. تقبل النقد البناء يعد أحد أهم عوامل النضج للكتاب. فاحرص علي تطوير نفسك من
خلال النقد.
كتابة قصة قصيرة ناجحة يعد تحدي للكتاب. بين
أن يكون له أسلوبه الخاص وصوته النابع من القلب. وأن يسبر أغوار مهنة الكتابة
ويظهر جمال اللغة من خلال أدبيات النص. قصة قصيرة ناجحة ينبغي لها أن تكون ذات
فكرة قوية وأحداث متسارعة تتضارب فتؤدي إلي الاضطراب يصل بدوره إلي الذروة والعقدة
لكي يقدم لنا الكاتب حلا مختلفا يرضينا كقراء ويحقق لنا اضافة جديدة من خلال حكمة
فريدة تظهر من درس تعلمه البطل من خلال مجريات الأحداث.
